الأوقافعاجلمصــر

والدة شهيد المنبر لا أحد يبكي علي ولدي، وزوجته كان دائما يقيم الليل، وأخوه.. زار المقابر في آخر حياته ودعا لهم

 

كتب : أحمد النجدي

كنت قد كتبت الجزء الأول من الحوار ويتبقي الجزء الثاني:

 يقول والد شهيد المنبر الشيخ محمد كان ولدا بارا فلم أمد يدى عليه لأنه لم يخالف لي يوما أمرا.

 وتقول  زوجة الشيخ  محمد ، كان الشيخ رحمه الله يبدأ يومه بصلاة الفجر فى المسجد ثم يأتى للبيت ويقول أذكار الصباح،  ثم يقرأ ما يسر الله له من القرآن الكريم ، وبعد الإفطار كان يخرج لتعليم الأطفال القرآن الكريم ، ولقد حفظ القرآن الكريم على يديه كثير من أبناء القرية ، وكان له دور كبير فى حياة تلاميذه، فمنهم من دخل الطب والهندسة والكليات الشرعية ، ثم يأتى للغداء ثم يجلس مع أولاده وأبويه ليتسامر معهم وكانت جلسته معهم يملؤها البشاشة والسرور، ثم يخرج بعد ذلك لمسجده ويكمل ليلته بعد ذلك لعلاج بعض الأشخاص الذين يعانون من الأمراض بالرقية الشرعية والقران الكريم بدون مقابل، بل حاول أهل بيته وطلبوا منه أن يأخذ مالا مقابل الرقية ، ولكنه كان دائما يرفض ذلك بشدة ولم يتقاض فى يوم من الأيام على ذلك أجرا .

وفى يوم الجمعة الذي مات فيه وهو يقوم بتحضير خطبة الجمعة حوالى الساعة 11صباحا جاءت له سيدة غريبة من خارج القرية وطلبت منه أن يقرأ عليها ، فخرج لها والده وحاول أن يصرفها لأن الشيخ مشغول بتحضير الخطبة ، ولكن خرج له الشيخ رحمه الله ووعدها بعد صلاة الجمعة أن يقرأ عليها.

ولكنه توفي  ولم يرجع من صلاة الجمعة، وعندما كنا نقول له أن يأخذ مقابل كان يقول إنها وسيلة لدعوة الناس حتى أوصيهم بتقوى الله والصلاة والأذكار والبعد عن الدجالين والسحرة،  وكان بعد ذلك يختم يومه بقيام الليل الذى لم يتوان يوما فى الحفاظ عليه ، وكان يخصص يوم الجمعة لزيارة الأقارب وكان همه دائما الآخرة والدعاء للموتى والدعاء لنفسه بالرحمة إذا صار إلى ما صارو إليه.

ويقول عبد الستار طالب بكلية الطب أخو الشيخ محمد رحمه الله ، آخر عشر سنين فى حياة الشيخ كان لها أثر كبير فى حياة الناس فى القرية، فقد كان رحمه الله داعيا ناجحا ملتزما بعمله ، وكان المرجع الذى يرجع إليه أهل القرية فى مسائل الدين ، ثم كان المقصد بعد الله فى شفائهم من المس والسحر،  وكان له دورا كبيرا فى حل مشاكل بعض الناس، وكان يساعد الفقراء بأن يشفع لهم عند الأغنياء ، وفى آخر حياته زار المقابر ودعا لهم ولنفسه بحسن الخاتمة .

وأضاف عبد الستار أن بعض أقاربه رآه فى المنام ، فمنهم من رأه وقد فتح مسجده ووجهه نور ، وأضاء المسجد بنوره،  وقريبته رأت قبل وفاة الشيخ في ليلة وفاة (ليلة الجمعة)  أن نجمين قد نزلا من السماء وقد انطفأ نورهما فى وجه من رأت هذه الرؤية ، فقالوا تفسيرها أن عالما سيموت فكان الشيخ محمد.

 أما والدة الشيخ فقد نزلت عليها سكينة من الله بعد أن أبلغوها بوفاة ابنها وقالت الحمد لله الذى ختم لابنى بهذه الخاتمة ، وكانت تقول للنساء لا يبكي أحد على ابنى ، ابني كان واصلا لرحمه  كان بشوشا لا يحمل حسدا ولا حقدا لأحد كان لايكذب ولاينافق ولا تأخذه فى الله لومة لائم كان متسامح مع جميع الناس.

 وأمنية عائلته أن يرزق الله ابنهم الفردوس الأعلى وان يكون شفيعا لهم يوم القيامة ، ثم الحج لبيت الله الحرام ، فتمني والد الشيخ ووالدته الحج لبيت الله الحرام فهم يشتاقون لرؤية الكعبة ومسجد النبي صلي الله عليه وسلم ، ويشتاقون للسلام علي رسول الله – صلي الله عليه وسلم.

ويرجون إتمام إجراءات المعاش لأنهم ليس لهم دخل إلا هو.

 

ومن جهتها تؤكد صوت الدعاة والمحرر أحمد النجدي  لابد من صرف مكافأة مناسبة لأسرة شهيد المنير ، وإن كانت أموال الدنيا كلها لن تغنيهم عن رحيله ، ولكن تكريما لشهيد المنبر لابد من توفير الحج لأسرته وهذا أقل تقدير لهؤلاء، لابد من الاهتمام بهم ، فهم قوم رزقهم الله العفة والكرامة ، ولكن أين التقدير؟؟؟!!!!!.

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »